بذة عن قصر المشتى

يعبر قصر المشتى حالياً عن الآثار الباقية من القصر الشتوي للخليفة الوليد الثاني، والتي أعيد بناؤها جزئيًاً، وهي تعود في تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، وقد دمرت الزلازل جزئيًا هذا القصر، وانهارت معظم الأعمدة وأبراج المراقبة منذ فترة طويلة، إلا أن الجدار الخارجي الضخم والواجهات المنحوتة تُشير إلى عظمة وجمال الموقع الأصلي في القدم،[١] وهو أكبر القصور الأموية في الأردن.[٢]


موقع قصر المشتى

يقع قصر المشتى شمال مطار الملكة علياء الدولي مباشرة في لواء الجيزة جنوب مدينة عمان عاصمة الأردن،[٣] وعلى بعد 30 كيلومتراً منها، ويمكن الوصول إليه بكل سهولة عبر القيادة على طريق المطار.[٢]


وصف قصر المشتى

قصر المشتى مربع الشكل وطول ضلعه يبلغ 144م، وفي زواياه تقع أبراج دائرية، ويزيد ارتفاع بعض الجدران المحيطة بالقصر عن خمسة أمتار، وتضم أبراجاً نصف دائرية، يصل عددها إلى 25 برجاً، ويُحيط بالمدخل برجان مضلّعان الشكل، وهو بشكل عام من أكثر القصور الأموية تطوراً، وينقسم من الداخل إلى ثلاثة أجنحة أو أقسام بواسطة جدارين يمتدان من الناحية الشمالية إلى الجنوب،[٣] وما يميز القصر هو الطوب البرتقالي المستخدم في بنائه.[٢]


أما عن أجنحة القصر فهي الجناح الأوسط المنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: الشمالي والجنوبي ويضمان الأبنية الرئيسية، والقسم المتوسط، أما الجناح الشمالي فمثل مقر الخليفة، ويضم الجناح الجنوبي الممرات والغرف والمسجد، وإليه يصل المدخل الوحيد للقصر والمزين بالواجهة المزخرفة.[٤]


يقع المدخل في الحائط الجنوبي للقصر، ومنه يمكن الوصول إلى ممر متطاول يطل على ساحة مكشوفة كانت تحيط بها السقائف، ويقع إلى الشرق منه مسجد، وإلى الغرب بناء غير واضح المعالم، ويضم القصر كذلك قاعة الاستقبال تنتهي بغرفة العرش ذات الثلاث حنيات، وتنقسم قاعة الاستقبال إلى ثلاثة أجنحة بواسطة صفين من الأعمدة.[٣]


يضم القصر كذلك وحدات سكنية تُحيط بالجناح الرسمي من الشرق والغرب، وكل واحدة منها تتألف من ساحة متوسطة تُحيط بها غرف مزدوجة فتطل على الساحة المتوسطة المكشوفة، وقد تم تشييد الأبنية هذ باستعمال ألواح الطوب المقامة فوق القواعد الحجرية.[٣]


يتميز قصر المشتى بواجهته الحجرية التي تضم زخارف دقيقة في الجص لأوراق العنب والأكانثوس، والطيور والحيوانات الحقيقية والأسطورية، قم تم نقلها في عام 1904م إلى برلين لتعرض في قاعة الفن الإسلامي لمتحف برغامون،[٣] إذ تم إهداؤها إلى إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني تقديراً لجهده في دعم بناء سكة الخط الحديدي الحجازي في عام 1903م على يد السلطان عبد الحميد.[٤]

أما الأقسام الشمالية من القصر فتضم بقايا قاعة جمهور ومساكن مقببة، كما تتناثر حولها الأعمدة المقطوعة، وما يميز هذا الموقع هو الأقبية المصنوعة من الطوب المشوي أو المحروق بدلاً من البازلت الأسود التي كانت تعتبر مادة غير شائعة في البناء في ذلك الوقت،[٣]اما السور فهو مبني من الحجارة الجيرية.[٤]






المراجع

  1. "Qasr Al Mushatta", lonelyplanet.com, Retrieved 5/9/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Qasr Al-Mushatta", whc.unesco.org, Retrieved 5/9/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Qasr al-Mushatta ", islamicart.museumwnf.org, Retrieved 5/9/2023. Edited.
  4. ^ أ ب ت "قصر المشتى شاهد على روعة البناء الأموي في الأردن"، صحيفة الدستور، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.